خطأ
  • XML Parsing Error at 9:12. Error 76: Mismatched tag

تونس بين الماضي و الحاضر و المستقبل

الثلاثاء, 04 تشرين1/أكتوير 2011 10:05
نشرت في أخبار

لقد أشار أستاذ دروس خارج الفقه و  الأصول في الحوزة العلمية إلى أن تونس تعدّ من مستعمرات فرنسة و قال: بالرغم من أن الشعب التونسي قد استطاع أن يتحرّر من قيد الاستعمار القديم و لكنه أصبح في فخّ استعمار جديد.

لقد قام آية الله الهادوي الطهراني في بداية دروس خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية بقم بشرح أوضاع تونس الثقافية و السياسية و الاجتماعية و بيّن وظائف الحوزات العلمية في هذه الظروف الراهنة كالتالي:

الظروف الثقافية في تونس

قال سماحته: خلافا لما أشيع في وسائل الإعلام عن أوضاع تونس، لا يعيش هذا البلد أجواء متوترة و متأزمة، و إن التظاهرات لم تكن سوى في العاصمة و مدينة أخرى.

و أضاف أستاذ دروس خارج الفقه و الأصول قائلا: إن الشارع الرئيس في العاصمة يشهد التظاهرات؛ مثلا في الجمعة الماضية و على أثر خطاب وزير الداخلية خرجت مظاهرة بعد صلاة الجمعة و قمعها القوات الأمنية.

قال سماحته: ما حدث في تونس كان مفاجئة للشعب التونسي نفسه، إذ قد انتصرت ثورتهم بسرعة و هرب بن علي من البلد، و هذا الأمر قد أدهش الشعب و أصاب العلماء و المفكرين في تونس بحيرة فكرية.

و أشار آية الله الهادوي إلى قلة الكتابات و الشعارات على الجدران و قال: ممّا بقي من الشعارات القلّة المكتوبة، هي أنهم قد جعلوا عزل بن علي إلى عام 2014 كهدف عال.

الأوضاع السياسية في تونس

وقال في بيان أوضاع تونس السياسية: إن هذا البلد يعاني من توتر سياسي شديد، و تسيّر الأمور بيد الدولة الانتقالية.

و أشار سماحته إلى أن الدولة الانتقالية جاءت لتذهب و قال: إن هذه الدولة تبذل جهدها من أجل تثبيت الأوضاع الحالية.

و أضاف قائلا: في الأيام الأخيرة حدثت بعض المواقف من قبل وزير الداخلية كضرب و جرح بعض الصحفيين و غلق مكاتب وكالات الأنباء ما أثار الاعتراض الشديد من قبل الناس و على الأكثر سيقال من منصبه.

التيارات الفكرية في تونس

ثم أشار الأستاذ الهادوي إلى الأوضاع الفكرية و الثقافية في تونس و قال: هناك تيّار متطرّف يقول بضرورة حذف كافة الموظفين في الدولة السابقة، و قد أقلقت هذه الفكرة الشعب بسبب التبعات السلبية المترتبة على حذف جميع القوّات.

و أشار سماحته إلى أن التيارات الإسلامية تحظى بقوة جيّدة في هذا البلد و قال: إن هذه التيارات تحظى بموقع سياسي جيّد و لكن الأمر المقلق هو نفوذ التيارات المتطرفة التي باتت ناشطة في الأوساط العامة و الخاصة بدعم سعودي.

و أضاف آية الله الهادوي الطهراني قائلا: إن القوات الإسلامية المتطرفة و إن لم يكن عددها كثيرا و لكنها تدعم و تموّل من قبل السعودية و يملكون إمكانات جيدة.

و صرّح سماحته: باعتبار أن تونس قد تحررت و تجاوزت مرحلة الاختناق في زمن بن علي، هناك خوف من نفوذ التيارات المتطرفة الطائفية و تشكيل حكومة ضيّقة مثل الطالبان.

و أشار رئيس مؤسسة رواق الحكمة إلى وجود التيارات الإسلامية المعتدلة في هذا البلد و قال: لكن بما أن القانون التونسي قائم على أساس النظام الحزبي فالشخصيات فقط يمكنها أن تدخل في الانتخابات ضمن قائمة الأحزاب.

و أضاف سماحته قائلا: تعدّ تونس إحدى مستعمرات فرنسة و بالرغم من أن الشعب التونسي قد استطاع أن يتحرر من قيد الاستعمار القديم و لكنه أصبح في فخ استعمار جديد.

و قال آية الله الهادوي الطهراني: لقد تبدل اليوم الاستعمار السياسي إلا استعمار ثقافي و لا شك في أن الاستعمار الثقافي له تأثير في الحركة السياسية.

كما قال سماحته: إن المستعمرين قد تخلوا عن الشعب حسب الظاهر و لكن لا يزال لهم حضور مؤثر في البلد.

و أضاف قائلا: بالرغم من أن اللغة الأولى في هذا البلد هي اللغة العربية و لكن قد اختلطت بقدر سبعين بالمئة مع الكلمات الفرنسية كما أن لغتهم الثانية هي الفرنسية.

و قال أستاذ دروس خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية بقم: إن الثقافة السائدة في هذا البلد هي الثقافة الفرنسية و كثيرا من ظواهر باريس مشهودة في هذا البلد.

و أشار الأستاذ الهادوي الطهراني إلى أن انتفاضة الشعب التونسي كانت انتفاضة ضد الظلم و الطغيان و قال: لقد تحرر الشعب اليوم و كلّ يعمل حسب عقيدته و رأيه و قد تصاعد الإقبال على الإسلام.

و أشار سماحته إلى سفره إلى تونس قبل خمس سنين و قال: في مداخل المطار في هذا البلد أصبحنا نشاهد بعض الموظفات اللاتي اخترن الحجاب الإسلامي زيّا لهن في حين أن قبل خمس سنين لم تكن هذه الظاهرة.

و أشار سماحته إلى لقائه مع رئيس جامعة الزيتونة في تونس و قال: إن حضور النساء المحجبات و تشكيل صلوات الجماعة في هذه الجامعة شواهد بيّنة على التوجّه نحو الإسلام.

لقد واجهنا في تونس فكرة فصل الدين عن السياسة

لقد أشار سماحة آية الله الهادوي إلى أن مسجد الزيتونة كان يمثل أحد أكبر الحوزات العلمية سابقا و هو يسبق زمنيا جامعة الأزهر في مصر و قال: في سفرتي السابقة لم يكن أثر لصلاة الجماعة في هذا المسجد و لكن اليوم قد أصبح الازدحام إلى حد أن تبلغ صفوف المصلين خارج المسجد.

و أضاف قائلا: لقد كانت صلاة الجمعة مزدحمة كثيرا بحيث بقي الناس واقفين و اضطروا أن يغلقوا أبواب المصلّى بين الخطبتين.

و أشار سماحته إلى أن فكرة فصل الدين عن السياسة تنفّذ عمليا و قال: في خطب صلوات الجمعة في هذا البلد لا يتطرق أحد إلى المسائل السياسة سوى الشيخ عبد الوهّاب فتو، كما أن لم يتطرق خطيب الجمعة في ذلك اليوم إلى الأحداث السياسية و الاجتماعية مع أنه كان القرار أن تخرج مظاهرة في ذلك اليوم.

و استمر رئيس مؤسسة رواق الحكمة في حديثه قائلا: كانت الأجواء بحيث لم يهتف بشعار واحد في المسجد، و بعد ما ابتعد الناس عن المسجد بدأوا بالهتافات و الشعارات.

نحن بحاجة إلى رؤى أعمق و أدقّ إلى الأوضاع العالمية

و تناول آية الله الهادوي الطهراني موضوع ضرورة تأثير الجمهورية الإسلامية في إيران في تحولات تونس و قال: أحد المشاكل التي نعاني منها في البلد بشكل عام و في الحوزة بشكل خاص هو عدم معرفتنا على أجواء البلدان الأخرى و أن ننظر إلى العالم من خلال عدستنا و رؤيتنا.

و أكمل حديثه قائلا: لقد انطوت تونس على الثقافة الفرنسية و اليوم أصبح الشعب يعيش الحرية بعد أربعين عاما و لا شك في أن وسائل الإعلام لهم دور كبير في هذه الظروف.

إن نقل تجارب إيران الإسلامية إلى تونس أمر مفيد

و قال أستاذ دروس خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية بقم: مع الأسف ليس للجمهورية الإسلامية ذكر ملحوظ خارج البلد؛ أي إن وسائل الإعلام الغربية و العربية لا تعتني بإيران إلا إذا كان هناك حدث و كان في تضخيمه نفع لهم.

و أشار سماحته إلى أن مستوى معرفة الكوادر المثقفة في البلدان العربية تجاه مسائل إيران قليل و محدود و قال: في لقائي مع بعض المتعلمين للغة الفارسية، وجدتهم لا يملكون معرفة كافية تجاه إيران، بالرغم من أنهم كانوا يملكون شهادات عالية و كان بعضهم من مسؤولي الأحزاب.

و قال آية الله الهادوي: من ضروريات اليوم هو الانفتاح في الرؤية من أجل أن نتمكن من التعامل مع العالم.

و أضاف قائلا: إن أوضاع تونس اليوم بشكل عام تشبه أوضاع إيران في بداية الثورة حيث كانت تعيش شتى أنواع الأزمات و الالتهابات.

و صرح سماحته: ما ينفع تونس اليوم، هو نقل الثورة الإسلامية إلى هذا البلد.

و أشار الأستاذ الهادوي الطهراني إلى أننا لم ننجح في توثيق إنجازات الثورة الإسلامية و قال: يجب أن يترجم ما دوّن إلى الآن إلى اللغة العربية.

و أكمل حديثه قائلا: لقد قلت لسفير الجمهورية الإسلامية في تونس مرارا بأنه يجب أن يوزّع القانون الأساسي لإيران في هذا البلد، ليعرف الناس كيف استطاعت إيران أن تجمع بين الإسلام و مقتضيات العالم الحديث.

و أكد سماحته على أن نقل إنجازات إيران الإسلامية تفيد تونس كثيرا و قال: مع الأسف قال لي الوزير: بعد الاتصال بالوزارة الخارجية قالوا له ليست الترجمة العربية للقانون الأساسي في متناولهم. مع أني كنت قد رأيت ترجمة القانون الأساسي لإيران باللغتي العربية و الإنجليزية.

و قال هذا الأستاذ في الحوزة العلمية بقم: لا ينبغي أن نتوقع من الشعب التونسي أن يمشوا على نفس منهجنا، إذ قد بالغوا في إرعابهم من إيران.

إن السلقيين ناشطون في تونس

و أشار آية الله الطهراني إلى أن الطابع الغالب على المجتمع التونسي هو الاعتدال و عدم التطرف و قال: بالشكل الطبيعي لا ينبغي أن تكون في هذا البلد أرض خصبة لنشاط السلفيين المتطرفين، و لكن كان لهذه الفرقة نشاط من قبل و ضاعفوا نشاطهم في هذه الأيام.

و أضاف قائلا: إن الشعب التونسي يحب الإسلام كثيرا، ظاهرة الإقبال على صلاة الجمعة في البلد الذي عطلته في يوم الأحد تبعا للدول الغربية، يحكي عن مدى تعلّقهم بالتعاليم الإسلامية.

و صرح رئيس مؤسسة رواق الحكمة: إن تونس تعيش ظروفا معقدة، فإن لم تقاد الأمور بحكمة و دراية قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.

و قال آية الله الهادوي الطهراني في ختام كلامه: من أجل نشر ثقافة أهل البيت (ع) و نموذج الثورة الإسلامية يجب أن يتسلط طلاب الحوزة العلمية باللغة العربية و لابد من الابتعاد عن الأفكار المانعة غير المعقولة.[1]

 


الرابط ذات الصلة: وكالة رسا للأنباء

[1]. مشروح خطاب آية الله الهادوي الطهراني في بداية دروس خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية بقم حول سفره إلى تونس و زيارته لمراكزها العلمية و الثقافية بتاريخ 02/05/2011