خطأ
  • XML Parsing Error at 9:12. Error 76: Mismatched tag

لقاء مع آية الله الهادوي الطهراني حول قضية الانتخابات مع القسم السياسي لقناة طهران

السبت, 21 نيسان/أبريل 2012 10:54
نشرت في أخبار

في بداية الثورة و عندما كان الكلام حول ماهية النظام الذي يجب أن يؤسس بعد الثورة، قال الإمام الخميني (رض) الجمهورية الإسلامية، لا كلمة أكثر و لا كلمة أقل. و في الواقع إن الجمهورية الإسلامية تمثل العقلانية و الديانة في زماننا المعاصر. إن إسلامية هذا النظام بسبب وجود الولي الفقيه على رأس هرم القوة في هذا النظام؛ الفقيه العادل الذي يستطيع بكفاءته و قابليته في الإدارة أن يفهم الإٍسلام من مصادره الدينية و ينفذه في العصر الحاضر.

لا شك في أن وجود الولي الفقيه ضروري لتحقق إسلامية النظام و لكنه غير كاف. يجب أن يسعى كل المسؤولين في الجمهورية الإسلامية لأن تكون كل أعمالهم مطابقة مع الضوابط الإسلامية. لا ينبغي أن يكون سلوكهم غير منسجم مع المعايير الدينية. إن هذه النقطة مهمة في الانتخابات أيضا، يعني في نشاطاتنا الانتخابية، عندما نريد أن نؤيد صلاحية المرشحين، عندما نريد أن ننتخب المرشحين، هناك أيضا يجب أن تراعى الموازين الدينية و الأخلاقية. لا نغفل عن هذه الحقيقة و هي أن في رأي الإسلام، الهدف لا يبرر الوسيلة مطلقا. لا يحق لنا أن نستخدم الأساليب غير المقدسة و غير الدينية بذريعة هدفنا المقدس.

العنصر الآخر الذي حظى باهتمام متواصل من قبل الإمام (رض)، هو عنصر الجمهورية و تواجد الشعب و مشاركتهم الواعية و المسؤولة في الانتخابات و مشاركتهم السياسية. الأمر الذي تبلور منذ بداية الثورة و في استفتاء الجمهورية الإسلامية في إيران. في العصر الذي لم تجرأ فيه أي ثورة أن تدخل في مثل هذه القضية، و أن تجري استفتاء واسعا بعد فترة قليلة من تحقيق الثورة. بيد أن الجمهورية الإٍسلامية في إيران قد خاضت هذا الميدان بكل قوة و شجاعة، حيث شاهدنا حضور الشعب و إجراء استفتاء الجمهورية الإسلامية في إيران في 31 آذار في عام 1979 حيث لم تنقض شهران من انتصار الثورة في 11 شباط 1979.

نحن الآن نعيش أيام الانتخابات، و من شأن هذه الانتخابات أن تلعب دورا كبيرا في المصير السياسي للبلد لمدة أربع سنين القادمة، و ذلك من خلال انتخاب نواب المجلس. بالتأكيد إن انتخاب النواب الصالحين له دور مؤثر و إيجابي، و في نفس الوقت حضور الأشخاص غير الصالحين له تأثير سلبي بنفس المقدار. ففي هذه الظروف على الجميع أن يعملوا بتكليفهم الشرعي. الأشخاص الذين يجدون الصلاح في أنفسهم، كان يجب عليهم أن ينزلوا إلى الميدان بترشيح أنفسهم كما فعلوا ذلك. و يجب على المسؤولين على إحراز صلاحية المرشحين أن يحققوا بشكل صحيح بلا أن يدخلوا الحب و البعض الشخصي في حساباتهم ولا أن يتخذوا مواقف غير شرعية و أن يعملوا على أساس الضوابط القانونية و الشرعية. فإن توفرت الصلاحية في أحد، يقروا به و إن لم تتوفر ينحوه عن هذا الأمر. طبعا و بالتأكيد لابد هنا أن يتعاملوا مع المرشحين برؤية واسعة و رحابة صدر. يجب أن نعلم أن في هذه المرحلة يكفي الحد الأدنى من الصلاحية. في المرحلة التي يقوم مجلس صيانة الدستور أو الجهات الأخرى بتأييد الصلاحيات، يكفي الحد الأدنى من الصلاحية لتتوفر مزيد من الفرص للانتخاب. طبعا من الضروري أن يحرزوا الحد الأدنى من الصلاحيات، فإن أحرزت هذه الصلاحية، لابد أن يوافقون على صلاحية الإنسان. و لكن عندما يتم تعريف هؤلاء بصفتهم أشخاصا صالحين، عند ذلك تتوجه مسؤولية أثقل على عاتق الناس، إذ يجب عليهم أن ينتخبوا أفضل المرشحين. في مقام الانتخاب لا يكفي الاكتفاء بالحد الأدنى من الصلاحية، إذ المفروض هو أن الأشخاص الذين تؤيد صلاحيتهم يحظون بالحد الأدنى من الصلاحيات. إذن لابد للناس أن ينتخبوا الأفضل و الأخيَر و إنها وظيفة ثقيلة. من ناحية الحضور في الانتخابات واجب شرعي، لأنه يمثل رصيد قوة نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، إن هذا الحضور العظيم للناس في ميدان الانتخابات و في باقي الميادين بشكل عام هو الذي أفشل خطط الأعداء و مؤامراتهم، و من جانب آخر لابد للناس أن يسعوا لإحراز أفضل الصلاحيات و الكفاءات و ينتخبوا أفضل المرشحين.

إن الانتخاب عمل شخصي فكل مسؤول عن صوته و يجب أن يحرز صلاحية منتخبه. فلا يحق له أن يكل هذه المسؤولية على الآخرين، يجب عليه هنا أن يستخدم غاية دقته. نعم، إن الاستشارة أمر مطلوب، لابد أن نستشير جهات موثوقة و الذين لديهم صلاحية التوجيه و الإرشاد في هذه القضية، و يملكون التخصص الكافي و المعرفة الكافية و البصيرة الكافية، و لكن الانتخاب الأخير عى عاتق الإنسان ذاته. كل من يقف عند صندوق الاقتراع و يدلي بصوته في الصندوق يتحمل مسؤولية تلك الورقة و يجب أن يجيب عن موقفه في ذاك العالم و أنه لماذا انتخب فلانا و لم ينتخب فلانا. إذن يجب أن نبذل غاية الدقة في تشخيص صلاحية الأشخاص.

عادة ما يزداد نشاط الأحزاب و التشكيلات و الجهات السياسية في هذه الأيام و تطرح قوائم مختلفة من قبل هذه الجهات. إن هذه القوائم عبارة عن مساعدة و مشورة و حسب. لا بأس أن ننظر إلى هذه القوائم حتى نتعرف على السلائق و الرؤى المختلفة في هذا المجال، و لكن لا نستطيع أن نستند إلى قائمة ما و نسقط التكليف عن أنفسنا، و نقول باعتبار أن حزب كذا قد انتخب هذا الإنسان فنحن نكتفي بهذا المقدار و ننتخبه. إن استطعتم إن تحرزوا صلاحية الأشخاص عن طريق الاستشارة و المطالعة و التحقيق فانتخبوا، و لكن إن لم تتمكنوا من هذا الأمر لا يحق لكم أن تنتخبوا شخصا لا تعلمون أهو الأفضل أم لا. نعم إن قارنتم بين المرشحين و وجدتم أن هذا الإنسان في المجموع يحظى بصلاحيات أكثر من باقي المرشحين عند ذلك يمكن انتخابه.

يجب أن ينتبه الناس إلى أن معنى وجوب الحضور في الانتخابات ليس أنه مجرد الحضور عند صناديق الانتخابات و الإدلاء بورقة الصوت داخل الصندوق واجب، حتى يتوهم أحد بأنه يستطيع أن يعمل بتكليفه بإدلاء ورقة بيضاء أو كتابة بعض الكلمات التي لا علاقة لها بالانتخابات، كلا. إن تكليفنا جميعا هو أنه عندما تتاح لنا فرصة انتخاب نائب و إن هذا النائب سيؤثر في مصير بلدنا السياسي، خطؤه قد يضرّ بالجمهورية الإسلامية و رؤيته الصحيحة قد تنفع الجمهورية الإسلامية، في هذه الظروف علينا أن نسعى لمعرفة الأشخاص الصالحين و أن نتعرف على أفضل الناس في كل مجموعة و قائمة و ننتخبهم و نكتب أسماءهم. هذا هو الحضور في الانتخابات، لا مجرد المشاركة بلا رأي أو ورقة بيضاء، هذا ليس حضورا، و إن فيه بعض النفع إذ يحكي عن أنكم تعترفون بأصل النظام و عليه فشاركتم في هذه الانتخابات، و لكن من المؤكد أن لم يعمل بالتكليف بشكل كامل. إذن لابد أن أؤكد على هذه القضية مرة أخرى و هو أن الحضور الواعي للشعب في الانتخابات و انتخاب الأصلح من بين المرشحين تكليف عام يجب أداؤه على كل من له حق الانتخاب. و إن هذه لفرصة للإنسان ليصرّح برأيه بأسلوب منطقي و حر، ليتبين أي اتجاه يملك الشعبية العظمى في البلد و لكي تستطيع تلك الجهة الغالبة و من خلال نفس السليقة المطلوبة لدى عامة الناس أن تأخذ بزمام إدارة المجتمع بشكل مناسب و بالأسلوب الموجود في القوة التشريعية و القوانين التي تصوبها هناك. بالتأكيد إن جميع أولئك الذين هم في إطار أسرة الثورة الإسلامية، هم أعضاء هذه الأسرة مع اختلاف سلائقهم. انتخاب أي واحد من المرشحين الذين تم تأييد صلاحيتهم من قبل الجهات المعنية، إن كنا قد شخصناه بأنه الأفضل، فإنه في الواقع عمل بالتكليف. طبعا لابد أن نبذل بالغ الدقة في العمل بهذا التكليف كباقي تكاليفنا الأخرى. آمل إن شاء الله أن نثبت الحضور الشعبي العام في تأييد نظام الجمهورية الإسلامية في إيران و تعزيز هذا النظام بحضورنا عند صناديق الاقتراع و من خلال انتخاب أصلح المرشحين و الذين قد شخصناهم بالعلم و الدراية و الاستشارة و المطالعة، و إن شاء الله أن يكون هذا النظام الوحيد بين أنظمة العالم الذي يسعى لحفظ قيم مدرسة اهل البيت (ع) و رائد هذه القيم، مرضيا لدى الإمام صاحب العصر و الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) و إن شاء الله يوطئ هذا النظام لظهور الإمام الحجة و إن شاء الله تقر أعيننا بنور وجه إمامنا عليه السلام.

مكتب آية الله الهادوي الطهراني