صرح أستاذ الحوزة العلمية بقم: إن الأسلوب التعليمي القديم في الحوزات العلمية أحد أفضل الأساليب المتطورة و الراقية في الأوساط التعليمية للدراسات العليا في العالم، و هو أفضل منهج للوصول إلى عمق العلوم الدينية فيجب الحفاظ عليه.
أفادت وكالة شبستان للأنباء من مشهد، أن آية الله الهادوي الطهراني أستاذ دروس خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية بقم قال في أول مؤتمر عقد تحت عنوان التبليغ المطهّر في قاعة المؤتمرات التابعة للإذاعة و التلفزيون لمحافظة خراسان الرضوية: لقد حدث بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران أمر عظيم على مستوى العالم، إن الدين كان منعزلا في ذلك الحين و قد أعلن المفكرون الغربيون عن موته، و إذا بهم واجهوا هذه الحقيقة و هي أن الدين حي و هو قادر على إدارة المجتمع.
و أضاف رئيس مؤسسة رواق الحكمة قائلا: إن كانت قبل الثورة أرضية ما لتبليغ الإسلام، فإنها قد اتسعت بعد الثورة فجأة، و إن هذه الأرضية الواسعة فرصة للتبليغ و لإيصال الرسالة الإلهية للناس.
و عبر إشارة آية الله الهادوي الطهراني إلى أن أنبياء الله كانوا مأمورين بالتبليغ و إبلاغ رسالات الله إلى الناس قال: ليس التبليغ خاصا بفئة خاصة من سلك العلماء و حسب، بل إنه تكليف على جميع طلاب الحوزة من الطالب الصغير إلى المرجع الكبير فيجب أن يمارسوا التبليغ في مختلف المجالات و الأساليب.
و أشار أستاذ الحوزة العلمية بقم إلى أن الشرط الأول في تحقيق هذا الأمر هو أن نعرف رسالات الله و قال: لابد لنا أن نعرف حقيقة الدين و لابد لما نذكره في المجالات الدينية أن يكون مستندا إلى علم صائب و صحيح.
و صرح رئيس مؤسسة رواق الحكمة قائلا: لا شك في أن المبلغ لو كان مجتهدا و خبيرا لهو الأفضل، أما قد لا تتوفر شرائط الاجتهاد للجميع، لذلك لابد للمبلغين أن يرفعوا مستوى علمهم، حتى إذا لم يستطيعوا أن يطرحوا أبحاثا اجتهادية، على الأقل تكون أبحاثهم معتبرة.
و أضاف أستاذ دروس خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية قائلا: لابد للمبلغ أن يعرف المصادر جيدا، لابد أن يعرف كيف يراجع هذه المصادر و أيّ مصدر يراجع و يجب أن يكون عارفا بالآراء و النظريات المعتبرة و المحكمة.
ثم أشار آية الله الهادوي إلى قلق سماحة السيد القائد و المراجع العظام عن تقلص المنهج القديم العريق في الحوزة و علّل سبب قلقهم و قال: إنهم قلقون إذ أن الأسلوب التعليمي القديم في الحوزات العلمية أحد أفضل الأساليب المتطورة و الراقية في الأوساط التعليمية للدراسات العليا في العالم، و هو أفضل طريقة للوصول إلى عمق العلوم الدينية فيجب الحفاظ عليه. إن هذا المنهج منهج يرغب العالم بتعلمه.
و صرح أستاذ الحوزة العلمية بقم: إن من تكليف الحوزات أن يحافظوا على هذا التراث القيّم الذي حافظ عليه علماؤنا العظام على مرّ التاريخ و أوصلوه بأيدينا، و أن يطوّروه و ينقلوه إلى الأجيال القادمة.
و عبر إشارة سماحته إلى أن شرط المبلغ هو معرفة مخاطبيه قال: المبلغ الجيّد هو الذي يعرف رغبات جمهوره و سلائقه و أن يستثمرها في طرح أبحاثه و يصيغها في قالب جذاب.
و صرح قائلا: طبعا يجب أن ينتبه المبلغ أن لا يتوقف على مستوى رغبات جمهوره و سلائقهم، بل يحاول بفنّ و ذكاء أن يغيّر رؤى و سلائق جمهوره و يهديهم بمرور الزمن إلى ما يليق بشأنهم و هذا هو فن التبليغ.
و أكد سماحته على أن التأكيد على المنهج القديم ليس بمعنى نفي الاستفادة من الطرق الحديثة و قال: إن الحوزات العلمية اليوم قد سبقوا المراكز العلمية الأكاديمية في دخولهم في عالم الإنترنت، أما نخشى أن يدخل أشخاص في هذا الميدان بسبب معرفتهم بهذه التقنيات و لكن يفقدون المعرفة الدقيقة و العميقة بالإسلام و أن هذه الثغرة في عالم الإنترنت الواسع تؤدي إلى انحراف لدى المخاطب. لهذا مع ضرورة التوسع في التبليغ المجازي، يجب أن لا نغفل عن هذه المسائل التي تطرح في هذا المجال.
و قال آية الله الهادوي الطهراني: بمرور كل دقيقة يتسع الفضاء المجازي، و لهذا فإن نفكر اليوم بالمستقبل، يجب أن نبدأ من اليوم ببذل الجهود في هذا المجال، و لكن بذل الجهد في مجال الوسائل و الآلات لا ينبغي أن يغفلنا عن الجهد في مجال المضمون و المحتوى.
و أشار أستاذ الحوزة العلمية بقم إلى أن الإعلام آلة مهمة للتبليغ و في نفس الوقت يعتبر آلة خطرة و قال: نحن نخشى من أن الأشخاص الذين يدخلون في هذا المجال يتورطون بانحرافات موجودة في هذا الميدان بشكل خفيّ أو جليّ.
مكتب آية الله مهدي الهادوي الطهراني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروابط ذات الصلة:
وكالة شبستان للأنباء (محافظة خراسان الرضوية)
وكالة الأنباء إيكنا
قطرة
موقع بصيرت
قدس ديلي (صحيفة قدس اليومية)
وكالة رسا للأنباء