خطأ
  • XML Parsing Error at 9:12. Error 76: Mismatched tag

وصايا آية الله الهادوي الطهراني إلى مرشّحي انتخابات المجلس التاسع

الثلاثاء, 29 أيار 2012 12:56
نشرت في أخبار

قدم آية الله الهادوي الطهراني أستاذ دروس خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية بقم في مؤتمر التبليغ الديني و الثورة الإسلامية الذي عقد على شرف انتخابات المجلس التاسع من قبل المعاون الثقافي التبليغي لمكتب التبليغ الإسلامي في خراسان الرضوي بعض الوصايا للمرشحين في هذه الدورة من المجلس.

أفادت وكالة رسالت للمعلومات أن في هذا المؤتمر الذي بدأ نشاطه يوم الخميس عشرين شباط 2012 في قاعة المؤتمرات لمكتب البتليغ الإسلامي بخراسان الرضوي، تحدث آية الله الهادوي الطهراني تحت عنوان "الأخلاق السياسية" و عبر شرحه لخصائص الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) وجّه بعض الوصايا بشأن مرشحي المجلس التاسع و دعاياتهم الانتخابية.

و قال عضو جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم في بداية حديثه مشيرا إلى حياة الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله): من خلال ملاحظة حياة هذا النبي العظيم نحصل على نقطتين مهمتين: الأولى، هي سعة روح الرسول و سلوكه. ما يمكن أن يقال تجاه عظمة روحه هو أنه قد بلغ إلى ما لم يبلغ إليه حتى ملائكة الله المقربين و قد أثنى الله عليه أمام خلائقه. و قد حظى الرسول مضافا إلى عظمته المعنوية و العلمية ببعد آخر و هو سلوكه.

إن جلوسه كان كجلسة العبيد و الطبقة الضعيفة من المجتمع، بحيث يتأتى للجميع أن يعاشروه و يتواصلوا معه. كان يتحمل رسول الله (صلى الله عليه و آله) آنذاك تصرفات و تجاسر الجهال، أما الآن إذا أهين طالب الحوزة أثناء نشاطه التبليغي، يستاء و يزعل! و لكن ما كان النبي الخاتم (صلى الله عليه و آله) ينضجر من هذه التصرفات و كانت أخلاقه و سلوكه تجرئهم على هذا السلوك.

أنظروا كم كان بون شاسع بين علمه المطلق و الجهل المطلق لذلك القوم، و لو لا ذلك الخُلُق هل كان قد بني للإسلام عمود؟!

إذا أردنا اليوم أن نمارس التبليغ فلدينا أسوة حسنة. و نحن و إن كنا غير قادرين على نيل تلك القمة و لكن بإمكاننا أن نصل إلى سفح هذا الجبل الشامخ. لا يمكن الوصول إلى ذلك العلم العظيم و لكن يمكن الدخول في مدرستهم و الحوزة العلمية التي هي تراث النبي الخاتم و الأئمة الأطهار.

و أشار آية الله الهادوي الطهراني إلى وصية الإمام الراحل (قدس سره) في حفظ الحوزات العلمية حيث قد أوجب الحفاظ عنها و قال: لقد أنتج هذا العلم في مدرسة رسول الله (صلى الله عليه و آله) و وصل إلينا كتراث ثمين جيلا بعد جيل، و لا ينبغي للطلاب الشباب اليوم بتوهم أن الاجتهاد ليس ضروريا للتبليغ، أن يقللوا من هدفهم بل لابد من العمل على أساس أهداف سامية.

إن الرؤية التجزيئية اليوم ليست كافية بل نحتاج إلى رؤية شاملة. لا يمكن اليوم أن نكتفي بعرض بعض المفردات عن الإسلام، بل لابد من عرض جميع أبعاد الإسلام و هذا ما يقع على عاتق الطلاب و العلماء و المبلغين و هذا ما يمثل تكليفا شرعيا.

ثم أشار أستاذ خارج الفقه و الأصول إلى موضوع كلمته "الأخلاق السياسية" و قال: إن أحداث العالم و خاصة أحداث البلدان العربية قد فاجأت المحللين حيث قبل ست سنين في تونس قال لي أحد علماء هذا البلد: "نحن لسنا شيعة على مستوى العقائد و لكننا شيعة في مقام السياسة". إن الصحوة الإسلامية و هذه الثورات مستلهمة من ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) و من رؤية الشيعة و مدرسة أهل البيت و ثورتنا الإسلامية؛ الثورة التي قد أحيت التشيع و غيرت معادلات العالم.

لقد راسلني ممثل حزب التضامن الفرنسي و عندما تحدث عن قيم حزبه و مضمونه، وجدت أن تلك القيم التي نادى بها الإمام في بداية الثورة قبل ثلاثين عاما، أصبحت اليوم قيما يطالب بها جميع الناس في العالم.

اليوم و في هذه الأجواء يهدّد الإسلام تياران؛ أحدهما هو الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا و إسرائيل و الثاني هو التيار السلفي الوهابي المتطرف. هؤلاء يعادون التشيع و إيران في البلدان العربية، و بسبب نشاطهم و إمكاناتهم و بسبب تقصيرنا في العمل استطاعوا أن يخطوا خطوات ما أدت إلى ضعف موقعنا خلال هذه السنة بشكل جاد.

إن أوضاعنا الداخلية اليوم تحظى بأهمية بالغة حيث لم ترتبط أحداثنا الداخلية بداخل البلد و حسب، إذ إن إيران تمثل القلب النابض للمفاهيم فإن اعتراها ضعف و مشكلة، تنحدر منها إلى جميع العالم.

و عبر إشارة آية الله الهادوي إلى الظروف الراهنة على أعتاب انتخابات المجلس و اهتمام رسول الله (صلى الله عليه و آله) بالأخلاق قال: لقد عاد رسول الله ذاك الرجل الذي كان يؤذيه يوميا عندما تمرض. فمع وجود هذا النبي لا ينبغي النزاع و تشويه سمعة الآخرين في الانتخابات.

لنسعى في سبيل تصعيد الحضور العام في الانتخابات. إن حضور الشعب يضمن بقاء الثورة و النظام و يؤدي إلى تعزيز حركة ثورتنا. إنّ حفظ موقع الشخصيات الموجودة أمر ضروري و الانتقاد له حدود و آداب و معايير. الإسلام حساس تجاه الغيبة و البهتان و لا يسمح في أجواء الانتخابات أن ننطق بأي كلام كما لا ينبغي أن نتعاطى الأساليب غير الإسلامية باسم الإسلام.

من أجل الوصول إلى الهدف لا ينبغي أن نستخدم كل وسيلة و خاصة المنبر فلا يجوز تلويثه، بل لابد أن تصبح أجواء الانتخابات أجواء إسلامية و مفعمة بالود و المحبة و التعاون و تلاقح الأفكار.

الانتقاد البناء المصحوب بإعطاء طرق الحل و التعريف بالشخصيات الكفوءة أمر جيد، و لكن تشويه سمعة الأشخاص و البهتان من أكبر آفات ساحتنا السياسية، لأننا ملتزمون بقيم الثورة و الإسلام و الولاية.[1]

مكتب آية الله مهدي الهادوي الطهراني

 


[1]. الروابط ذات الصلة: موقع رسالت للمعلومات

وكالة أنباء فارس